الشرع يدعو لإشراف أميركي على دمج قوات قسد في الأمن السوري
في تطور مهم للأوضاع السورية، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى إشراف القوات الأميركية الموجودة في سورية على عملية دمج قوات "قسد" في قوات الأمن التابعة للحكومة المركزية، مؤكداً أن مسؤولية حماية الأراضي السورية تقع على عاتق الدولة.
لقاء مع واشنطن بوست
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تفاصيل مقابلة مطولة مع الرئيس الشرع خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، حيث ظهر في صور وهو يلعب الشطرنج في مقر إقامته بفندق "سانت ريجيس" بالعاصمة واشنطن.
وصفت الصحيفة الرئيس الشرع بأنه بدا هادئاً وواثقاً خلال الحوار الذي استمر ساعة كاملة، كاشفاً جوانب شخصية وسياسية جديدة، بما في ذلك ولعه بكرة السلة الأميركية وإعجابه بالأسطورة مايكل جوردان.
الموقف من العقوبات والعلاقات الأميركية
أكد الشرع أن زيارته للولايات المتحدة ولقاءه الرئيس دونالد ترامب وأعضاء في الكونغرس هدفت إلى بناء علاقات شراكة قوية بين دمشق وواشنطن. وأشار إلى أن المحادثات تناولت رفع العقوبات عن سورية وحققت نتائج جيدة.
وأوضح أن "استقرار سورية سيؤثر على المنطقة بأسرها، والاستقرار مرتبط بالاقتصاد والتنمية وبالتالي برفع العقوبات، وهذا النقاش مستمر منذ أشهر، وأعتقد أننا توصلنا إلى نتائج جيدة".
الموقف من إسرائيل والأمن الإقليمي
شدد الرئيس السوري على أن اعتداءات إسرائيل لا تنبع من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية، مؤكداً أن "الجنوب أرض سورية، وأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في الثامن من ديسمبر الماضي".
وأكد أن سورية تنخرط في مفاوضات مع إسرائيل، وقطعت شوطاً طويلاً في طريق التوصل إلى اتفاق أمني، لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة.
التحديات الداخلية والمرحلة الانتقالية
أوضح الشرع أن سورية خرجت لتوها من حرب ضروس، وكانت تعيش في ظل ديكتاتورية ونظام قاس سيطر على البلاد لمدة 60 عاماً، مشيراً إلى أن البلاد تمر الآن بمرحلة انتقالية لها ظروف وقوانين مختلفة عن الدول المستقرة.
وفي رده على الانتقادات المرتبطة بماضيه كمقاتل، قال الشرع إن "القتال من أجل الدفاع عن الأرض والشعب ليس عيباً"، مؤكداً أن سورية تسعى إلى إرساء الاستقرار وبناء دولة القانون.
مكافحة داعش والتعايش الديني
بخصوص الحرب ضد تنظيم داعش، قال الشرع: "كنا في حرب معه لعشر سنوات، وفعلنا ذلك دون تنسيق مع أي قوة غربية أو أي دولة أخرى، وسورية اليوم قادرة على تحمل هذه المسؤولية".
وأكد أن سورية تشهد تعايشاً مع جماعات دينية مختلفة منذ أكثر من 1400 عام، وما زال هذا التنوع قائماً، محذراً من أن تقسيم سورية يمثل البيئة المثلى لازدهار التنظيمات الإرهابية.
العلاقات مع روسيا
حول العلاقات مع روسيا، قال الشرع: "خضنا حرباً ضد روسيا لعشر سنوات، وكانت حرباً قاسية وصعبة، نحن بحاجة إلى روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن. ولا نريد أن ندفع روسيا إلى خيارات بديلة في التعامل مع سورية".
وأشار إلى أن قضية بشار الأسد تشكل إشكالية بالنسبة لروسيا، مبيناً أن سورية ستحافظ على حقها في المطالبة بمحاكمة الأسد.