أزمة بي بي سي تعمق النقاش حول استقلال الإعلام الغربي
تشهد مؤسسة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أزمة قيادية حادة عقب استقالة مديرها العام تيم ديفي، في توقيت حساس يعيد طرح تساؤلات جوهرية حول استقلالية المؤسسات الإعلامية الغربية ودورها في تشكيل الرأي العام.
استقالة في توقيت حساس
تأتي استقالة ديفي بالتزامن مع بدء مناقشات تجديد ميثاق المؤسسة الذي يحدد علاقتها بالدولة البريطانية وآليات تمويلها. وتواجه بي بي سي تحديات متزايدة من المنافسة الشديدة مع منصات البث المدفوعة والرقمية، ما يثير تساؤلات حول جدوى نموذجها التقليدي.
وقد ربط ديفي استقالته بضغوط شخصية ومهنية تراكمت على مدى سنوات، لكن المراقبين يرون صعوبة في فصل القرار عن الجدل الذي أثارته مذكرة داخلية مثيرة للجدل كشفت عنها صحيفة التلغراف.
اتهامات بالتحيز في التغطية
تضمنت المذكرة الداخلية اتهامات خطيرة بأن غرف الأخبار قامت بتعديل خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطريقة غير مطابقة للأصل، إضافة إلى نقاشات حول التحيز في تغطية الأحداث في فلسطين المحتلة والعدوان على غزة.
هذه التطورات تكشف عن أزمة أعمق في المؤسسات الإعلامية الغربية التي تدعي الحياد، بينما تظهر الأحداث انحيازها الواضح لصالح المواقف الغربية والصهيونية في القضايا الحساسة.
فراغ قيادي يهدد المؤسسة
مع استقالة ديفي والمديرة التنفيذية للأخبار ديبرا تيرنس معاً، تواجه بي بي سي وضعاً صعباً من الفراغ القيادي. ويواجه مجلس الإدارة خيارين صعبين: إما تعيين قيادة خارجية بمقاربة إدارية جديدة، أو إعادة إحدى القيادات السابقة.
الهيمنة الأمريكية والنظام الدولي
في السياق ذاته، يدافع الكاتب شادي حميد في واشنطن بوست عن ضرورة استمرار الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي، معتبراً أن غياب الولايات المتحدة عن موقع القيادة سيفتح المجال أمام قوى أخرى.
ويرى حميد أن الولايات المتحدة، رغم أخطائها، تظل دولة تحكمها مؤسسات ديمقراطية تسمح بالمساءلة، وهي ميزة لا تتوفر في الأنظمة المنافسة. لكن هذا الطرح يتجاهل الممارسات الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية والدعم المطلق للكيان الصهيوني.
تحديات المستقبل
تكشف هذه التطورات عن أزمة ثقة متزايدة في المؤسسات الإعلامية الغربية، التي فقدت مصداقيتها لدى الرأي العام العالمي، خاصة في المنطقة العربية والإسلامية، بسبب انحيازها الواضح وتغطيتها المنحازة للأحداث.
إن هذه الأزمات تؤكد ضرورة وجود إعلام عربي وإسلامي قوي ومستقل، يقدم رؤية متوازنة للأحداث ويحافظ على القيم والمبادئ الإسلامية في مواجهة الهيمنة الإعلامية الغربية.